رغم الإثارة الكبيرة التي تشهدها مباريات يورو 2012 هذه الأيام، فإنني أضطر في كثير من الأحيان لمشاهدة المباريات مع وضع الصوت على الصامت، أملا في الاستمتاع الحقيقي بالمباراة.
فللأسف لم يعد المعلقون مثلما كانوا في الماضي، ومع كثرة المباريات والبطولات ازداد عدد المعلقين لكن للأسف أيضا تسبب ذلك في زيادة الكم على حساب الكيف.
وفي مباريات اليورو، كثيرا ما تجد معلقي القنوات الناقلة للبطولة يتشنجون ويتعصبون ويظهرون انتماءاتهم، حتى أنني وأنا أتابع مباراة بولندا وروسيا شعرت أن معلق المباراة سيقول محتفلا "علي الطلاق هدف" (أو أنه فعل!) وهو يستعرض مهاراته اللغوية بكلمة إيطالية من هنا وأخرى إسبانية من هناك!
لا أعتقد أن هذه هي طريقة التعليق المثالية، فالتعليق ليس ضجيجا ولا صداعا للمشاهدين، والمباريات الساخنة لا تستدعي كل هذا الصراخ، ويمكنك عزيزي المعلق أن تحول اللغة في الريموت إلى الإنكليزية لتسمع بنفسك كيف يكون التعليق الإنكليزي.
ارحمونا يرحمكم الله.. نريد أن نستكمل اليورو على خير، ونحن أصلا لا نحتاج إلى مزيد من الصراخ والتوتر في هذه الأيام الهادئة هدوء العواصف.
* وبمناسبة الطلاق، فإن جميلات اليورو أصبحن ظاهرة حقيقية بفضل مخرجي المباريات، ومعها انتشرت الصور والتعليقات على الفيسبوك وللأسف كان معظمها يسخر من الفتيات العرب.
وتسببت تلك الظاهرة في حدوث الكثير من المشاكل الأسرية للزوجات اللاتي رأين أزواجهن يسخرن منهن وينشرون صور المشجعات الجميلات ويتحسرون على نصيبهم، بل إن الحال وصل عند بعض ممن أعرفهم إلى المطالبة بالطلاق!
أعلم أن الغالبية العظمى تمزح لا أكثر ولا أقل، لكن معظم النار من مستصغر الشرر، وهذا نوع من المزاح الذي يضر ولا يفيد، فاحذروا الطلاق في اليورو!
* زميلي وصديقي زياد فؤاد تندر عبر تويتر على توقع الموقع قبل البطولة بأن المنتخب الهولندي سيكون بطل يورو 2012، وأبدى تعجبه من ذلك والفريق ودع البطولة تقريبا ولا يتبق له سوى خيط أوهى من خيوط العنكبوت.
وبعيدا عن أن آمال المنتخب الهولندي مازالت قائمة ولو نظريا، وعن أن المنتخب الهولندي هو وصيف مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، فإن توقع هولندا جاء بعد حصولها على أغلبية أصوات محرري ومراسلي الموقع، حتى لو لم يتفق مع هذا التوقع الأقلية الباقية (وأنا منهم).
العبرة من القصة؟.. مرة أخرى الديموقراطية "ودتنا" في داهية!
محمد سيف